الاثنين، 17 أكتوبر 2011

مخيم البقعة

للفلسطيني في الأردن (سواء من لاجئي 1948 أو نازحي 1967) خصوصية تختلف عن المواطنه الموجود في الأقطار العربية الأخرى، فهو يحمل الهوية الأردنية ويحمل الرقم الوطني الأردني، وهو ما يجعلك تسمع عن وجود المخيمات الفلسطينية ولكن لا توجد مقولة اللاجئين الفلسطينيين!. عن أوضاع الفلسطينيين في الأردن في بداية إنشاء المخيمات كانت الخدمات متدنية، تم إجراء تحسينات عليها، والآن معظمها به قنوات صرف صحي والمياه و الشوارع موجودة والكهرباء موجودة، عندنا لاجئين من منطقة غزة، ويوجد منهم نسبة كبيرة وهم مواطنين غير أردنيين أي لا يحملون رقم وطني أردني الحكومات الأردنية تعاملت مع الفلسطينيين باعتبارهم مواطنين أردنيين، وهذه قصة شائكة و مصدر عدم اتفاق بين الكثيرين سواء في المؤسسات الفلسطينية أو في الحكومة الأردنية، لكن في كل الفترات سواء قبل إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية أو بعدها كان هناك اتفاق بين القيادات الفلسطينية وبين الحكومة الأردنية على إعطاء صفة خصوصية للاجئين الفلسطينيين في الأردن داخل الدولة الأردنية، وهذا الموضوع هناك شبه إجماع عليه بين القيادات الفلسطينية والحكومة الأردنية، وبالتأكيد وضع اللاجئين و المخيمات داخل الأردن يختلف عنه في الدول العربية الأخرى فلسطيني بكارت المؤن ما يثبت أننا فلسطينيين في الأساس هو كارت المؤن، وهو بطاقة مع كل اللاجئين الفلسطينيين سواء من 1948 أو 1967، و هي صادرة عن الأونروا، تثبت أن مالكها فلسطيني مسجل بها، ويسجل فيها أسماء العائلة وجنسهم و أعمارهم، ويحصل بها اللاجئ الفلسطيني على مساعدات من الأونروا، هذه هي الوثيقة التي تثبت أننا من لاجئي 1948، نتوارث كارت المؤن، يعني بعد زواجي سأذهب للأونروا ونعمل كارت جديد ونضيف أطفالنا عليه مخيم البقعة في الأردن أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في الشتات يعتبر مخيم البقعة في عمان أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الشتات. فقد تأسس هذا المخيم عام 1968 لاستيعاب اللاجئين ‏الفلسطينيين الذين تركوا مخيماتهم المؤقتة والتي أقيمت وقتها في منطقة غور الأردن إثر حرب عام 1967، بعد أن ارتفعت وتيرة ‏المواجهات على ضفتي نهر الأردن بين جنود جيش الاحتلال الصهيوني والفدائيين الفلسطينيين.‏ وقد استحوذ هذا المخيم بين المخيمات العشرة في الأردن على اهتمام الباحثين والدارسين ومنظمات حقوق الإنسان والمنظمات الأهلية الدولية والأحزاب السياسية المحلية والإقليمية والدولية. إذ يقطن المخيم الواقع على مساحة قدرها 1.4كم مربع حوالي‏13800 أسرة، وعدد الأفراد يبلغ حوالي120الف نسمة، أي أن كل عائلة تسكن فوق مساحتها قدرها 96 مترا مربعا. ولتسليط مزيد من الضوء على هذا المخيم كان لنا التقرير التالي: معاناة مشتركة مع بقية المخيمات يشترك مخيم البقعة مع غيره من المخيمات بجوانب عديدة من المعاناة سواء في مجال الصحة أو الخدمات، أو غيرها، وأبرز أوجه ‏المعاناة تتجلى فيما يلي:‏ * تردي أوضاع المساكن وضيق مساحتها واكتظاظها وارتفاع معدلات إشغال الوحدة الواحدة وكذلك الغرفة مما يؤدي إلى عدم ‏توفر الشروط الصحية والإنسانية الملائمة للبشر.‏ * ضيق الشوارع والممرات والأزقة وانتشار الحفر والقنوات التي تتجمع فيها المياه العادمة وكثرة الشقوق والبالوعات المكشوفة ‏التي تشكل مصدرا دائما للتلوث وموئلا للفئران والجرذان وغير ذلك من قوارض وحشرات مؤذية.‏ * كثرة النفايات بأنواعها وعدم توفر الامكانات الكافية لجمعها والتخلص منها بطرق متطورة وعدم توفر الحاويات الكافية لجمع ‏النفايات.‏ * اقتناء نسبة ليست قليلة من سكان المخيم للحيوانات والطيور الداجنة في بيوتهم، كالاغنام والأرانب وغيرها من الطيور ‏كالدجاج والحمام، ولكون اقتناء مثل هذه الحيوانات والطيور يشكل مصدر رزق للعديد من الأسر فإن ذلك يجعل الأمر أكثر تعقيدا، ‏حيث لن يستطيع أحد المطالبة بالتوقف عن ذلك، بل تقدم بعض المؤسسات قروضا للاجئين وتشجعهم على اقتنائها، وهي عملية مستحسنة اقتصاديا، ولكن ضيق مساحات المساكن وغياب التوجيه الصحيح حول التعامل مع مثل هذه الحيوانات قد يؤدي إلى ‏مشكلة بيئية.‏ * انتشار حظائر الحيوانات او ما يسميه سكان المخيم ( سوق الحلال) في الجهة الشرقية من المخيم، وتجول هذه الحيوانات في ‏طرقات وأزقة المخيم يحرم سكانه من امكانية تشجير الشوارع والأزقة لقيام هذه الحيوانات بإتلاف الشتلات وأي مزروعات ‏أخرى، علاوة على ما تحدثه هذه الحيوانات من تلوث بيئي وإزعاج للسكان..‏ عدم توفر الأدوية ‏ ‏يوجد في المخيم ثلاث عيادات صحية تابعة لوكالة الغوث "الأنروا" تقدم الخدمة الطبية لجميع سكان المخيم ويعمل في هذه العيادات 12 طبيبا إضافة إلى طبيب أسنان واحد وحوالي 57 ممرضة وقابلة قانونية. إلا أن المواطنين يشتكون من عدم توفر غالبية‏الأدوية وأنهم يضطرون لشراء الأدوية من الصيدليات الخاصة، وهو ما يثقل كاهلهم المثقل أصلا.‏ كذلك فإن العيادات تواجه ضغطاً كبيراً نتيجة لكثرة المراجعين. ولهذا فقد ينتظر المريض ما يقارب الساعتين للدخول إلى الطبيب. ‏وأكد بعض المراجعين للعيادات أن الخدمات المقدمة في العيادة ليست بالمستوى المطلوب وعملية فحص المراجعين تتم بسرعة ‏ودون دقة. ويطالب سكان المخيم بضرورة توفير أطباء اختصاص متفرغين للعمل. كذلك فإن عملية الفحص في عيادة العيون ‏تكون عن طريق الإشارات إذ أنه لا يوجد أجهزة لهذا الفحص. وإذا احتاج المريض لتفصيل نظارة فعليه مراجعة مستشفى البشير ‏الحكومي في العاصمة عمان.‏ ظاهرة "البسطات" والاكتظاظ الشديد ومن المشاكل التي يعاني منها مخيم البقعة هي مشكلة الازدحام الشديد وخاصة في منطقة السوق. وتعتبر هذه المشكلة من المشاكل المستعصية والمزمنة، خاصة مع الانتشار العشوائي للبسطات التجارية وعدم التنظيم، مما يؤدي إلى تعطيل حركة السير داخل ‏السوق والمناطق المجاورة، خاصة مع ارتياد عدد كبير من المواطنين لهذا المكان. وقد طالب أصحاب المحال التجارية لجنة الخدمات بأخذ دورها والبحث عن حل لمشكلة البسطات، إلا أن أحدا لم يستجب. يقول بعض التجار إن وضع السوق بهذه الفوضى والعشوائية وعدم التنظيم والزحام الشديد يعيق حركة المرور وحركة المتسوقين، ‏أما سوق البسطات الذي قامت بإنشائه لجنة خدمات المخيم قبل سنوات فهو ما زال على حاله وأصبح عبارة عن مكرهة صحية، وهو غير مستخدم من قبل أصحاب البسطات! وطالب التجار بأن تقوم لجنة الخدمات بإيجاد حل للبسطات وليس نقلها إلى مكان ‏آخر، بل تنظيمها بحيث يستطيع الناس التسوق بكل سهولة. وقداعتبر أحد مرتادي السوق أن وجود البسطات مصدر رزق لأصحابها إلا أنه أخذ عليها العشوائية وعدم التنظيم. وأضاف إنه كغيره من الناس يقبل على الشراء من هذه البسطات لأسعارها المناسبة والتي تكون بمتناول غالبية الناس. بينما طالب صاحب إحدى البسطات لجنة خدمات مخيم البقعة باستثمار سوق البسطات وليس تركه على حالة، خاصة وأنه كلف اللجنة مبالغ كبيرة.‏ لجنة الخدمات المخيم الحاج عطا الوحيدي رئيس لجنة خدمات مخيم البقعة قال تعليقا على ذلك: "اللجنة طرحت حلولا لمشكلة السوق وهي قيد الدراسة ‏وستقوم اللجنة في الأول من أيلول المقبل بعملية تنظيم للسوق عن طريق طرح عطائه للاستثمار حيث تم تضمينه لجهة محلية". وأضاف: "إن اللجنة وبالتعاون مع متصرف عين الباشا والمركز الأمني تقوم بعملية لتنظيم السوق بما تتطلبه المصلحة العامة من أجل حل مشكلة الاكتظاظ في السوق". وأكد الوحيدي على أن اللجنة حين تقوم بعملها تنظر بعين العطف والشفقة لوضع الناس الذين يملكون هذه البسطات نظراً للظروف ‏المعيشية التي يعيشها البعض. وكشف الوحيدي النقاب عن أن اللجنة ستطرح قريباً عطاءً لبناء سوق ومخازن تجارية في قطعة ‏أرض لنادي البقعة، وذلك بعد إجراء دراسة فنية مشتركة مع دائرة الشؤون الفلسطينية ومتصرفية عين الباشا. وإذا لمست اللجنة ‏التزاماً من قبل أصحاب هذه البسطات للانتقال إلى هذه السوق فستباشر العمل به.‏ قلة حاويات النظافة ما زالت مشكلة تدني مستوى النظافة في مخيم البقعة مشكلة تؤرق العديد من مواطني المخيم والذين يلقون باللوم على لجنة خدمات ‏المخيم. وطالب المواطنون اللجنة بضرورة توفير حاويات كافية إضافة لتخصيص مكان لحاويات النفايات خارج المخيم وإخراجها ‏من مجمع الباصات لأنها تعطي صورة غير حضارية، خاصة إذا علمنا أن المخيم يستقبل يومياً عدداً كبيراً من الزائرين والمتسوقين. كما طالب عدد من أصحاب المحال التجارية لجنة الخدمات بأخذ دورها في متابعة أعمال النظافة وخاصة داخل ‏السوق علماً بأنهم يدفعون للجنة الخدمات ديناراً شهرياً بدل تقديم هذه الخدمة.‏ ‏ عامل في أحد المطاعم القريبة من مجمع الباصات قال: إن اللجنة تقوم بدورها إلا أن النفايات المتناثرة أمام مطعمه سببها مجمع ‏الباصات الذي يشهد حركة كبيرة. وأضاف عامل آخر في أحد المحال التجارية المجاورة بأن اللجنة تقوم بعملها لكن تفاوت الخدمة ‏من مكان إلى آخر عائد لمزاجية عمال النظافة الذين يقومون بتنظيف مكان وترك آخر، وطالب اللجنة بأن تراقب هؤلاء العمال ومدى التزامهم بالعمل. بينما قال صاحب أحد المحال التجارية إن خدمات النظافة غير كافية بشكل جيد علماً بأنه يدفع ما عليه ‏للجنة الخدمات بدل تقديم هذه الخدمة. وفي معرض رده على ذلك قال رئيس لجنة خدمات مخيم البقعة الحاج عطا الوحيدي إن اللجنة تولي قضية النظافة أهمية كبيرة ‏وإن هاجس اللجنة هو خدمة المواطن، وإن المخيم هو جزء من هذا البلد ويجب الاهتمام به لإعطاء صورة مشرقة عنه. وأضاف إن اللجنة وفي سبيل الحفاظ على النظافة قامت بتعيين أربعة عمال غير العمال المعينين من وكالة الغوث ليقوموا بالعمل يوميا من الساعة الثامنة مساء حتى الساعة الثانية عشرة من منتصف الليل لتقوم بأعمال النظافة خاصة في مجمع الباصات.‎ نادي البقعة وفي الجانب المشرق من قصة مخيم البقعة فإن نادي البقعة يعتبر من أكبر الأندية الرياضية في الأردن ويلعب دورا متميزا في ‏خدمة أبناء المخيم، لأن للنادي أكثر من هدف غير الرياضة، فهو نادي اجتماعي وثقافي ويهتم أيضا بالفتيان الأيتام في المخيم من ‏خلال لجنة شكلها لرعاية الأيتام وتقديم البرامج الثقافية والوطنية والمساعدات العينية لهم. ‏ كذلك فإن النادي يقوم بنشاطات متميزة لنشر ثقافة حق العودة والتمسك بالوطن ورفض كافة المبادرات والوثائق التي تهدف إلى ‏الانتقاص من حق العودة من خلال المنتديات والندوات والمهرجانات الثقافية التي يقيمها. كذلك درجت اللجنة الثقافية في النادي ‏على إقامة أسبوع فلسطين الثقافي سنويا والذي يهدف إلى إبقاء القضية الفلسطينية حية في قلوب أبناءها. وللنادي فرق رياضية ‏تعتبر من فرق المقدمة في الأردن، ففريق كرة القدم يحتل المركز الرابع على سلم فرق الدرجة الممتازة، كذلك فريق كرة الطائرة ‏من فرق المقدمة في الدرجة الأولى أما فريق الملاكمة فيتربع على قمة بطولات المملكة منذ أكثر من 25 عاما.‏ وفي ختام هذا التقرير جدير أن نذكر أن حديقة أطفال للمخيم قد تم افتتاحها بتكلفة إجمالية بلغت 78 ألف يورو. افتتحها مدير دائرة ‏الشؤون الفلسطينية والتي نفذتها الدائرة بالتعاون مع منظمة إيطالية غير حكومية هي (معهد تعاون الجامعات). ويأتي إنشاء هذه ‏الحديقة ضمن برنامج مشروع التحسين المستدام للأحوال المعيشية للاجئين في المخيمات الفلسطينية في الأردن. وتعتبر حديقة ‏الأطفال في مخيم البقعة الأولى من نوعها في المخيمات الفلسطينية وتعتبر متنفسا للأطفال ليقوموا بالترويح عن أنفسهم في جو ‏صحي آمن بدلا من اتخاذ الشوارع أماكن للعب.‏ ويبقى الفلسطيني في الأردن ورغم تمتعه بالجنسية الأردنية متمسكا بأرضه وحقه في العودة إلى قراه وبلداته التي أخرج منها بقوة ‏السلاح والمجازر، وهذا ما يلمسه كل زائر لهذا المخيم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق